الحمد لله الذي هيأ لعباده أسباب الفلاح, ووهبهم – بفضله – مفاتيح النجاح، والصلاة والسلام على خير الناجحين، وإمام المفلحين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه الذين اقتفوا سبيله، واتبعوا هداه وسلم تسليماً, أما بعد:
إن الاتجاه الحديث في العملية التعليمية هو اتجاه نحو الجودة بما تحمله من معاني واسعة ومفاهيم شاملة للعملية التعليمية برمتها، ومن الضروري لإنجاح العملية التعليمية أن يتوافق المكون الفكري والمكون الاجتماعي لبناء شخصية سوية للطالب تمتلك مقومات الثقة بالنفس والقوة المعرفية, والتكوين الاختصاصي، والتأهيلي، والتوافق الاجتماعي والنفسي، من أجل بناء جيل متوافق مع نفسه وبيئته، ومحيطه الاجتماعي والإنساني، جيل يمتلك أداة التغيير، ويحكم التوجيه ويحسن التأثير .
يعد الإرشاد الجامعي بمكوناته المختلفة من أهم ركائز بناء الشخصية للطالب, والبيئة الجامعية تعتبر نقلة نوعية في حياة الطالب، ومن خلال مسيرته التعليمية في هذه البيئة تتشكل مكونات شخصيته وتتكامل, تأهباً للانتقال إلى بيئة العمل, والانخراط في البيئة الاجتماعية كفرد مكتمل النمو مؤهل يؤدي دوره الإنساني بما اكتسبه من تأهيل ومعرفة كل في مجال اختصاصه في تيسير عجله الحياة وفي بناء وتطور الأوطان.
الأمر الذي يحتم على المؤسسات الأكاديمية الربط بين التكوين المعرفي، والتكوين الاجتماعي نظراً للارتباط القوي بين هذين المكونين لبناء الشخصية, وفي حال القصور في أحدهما سيظهر ذلك جلياً في نمط سلوك الفرد عند انتقاله من البيئة الجامعية إلى البيئة العملية والاجتماعية وعندها ستكون إمكانية التقويم والتوجيه في هذه المرحلة العمرية المتأخرة ضعيفة نظراً لنضج الشخصية في أي من الاتجاهين سلباً أو إيجاباً.
ومن هذا المنطلق ارتأى مركز التوجيه ولإرشاد الطلابي بالجامعة أن يضطلع بدور ريادي وفاعل للربط بين التكوين المعرفي والتكوين الاجتماعي للطالب من خلال الإرشاد الطلابي بمكوناته المختلفة من ناحية، ومن خلال فعاليات المواسم الثقافية للبرنامج والذي يتضمن إقامة العديد من الندوات وورش العمل والدورات التدريبية التي سوف تسهم في تنمية المهارات المختلفة للطلاب على النحو الذي يساعدهم على النجاح والتسوق الدراسي بإذن الله تعالى .