الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وبعد:
يعد التعليم قاطرة الحضارة، وحيث إن تطوير التعليم يلزمه تبني إستراتيجية متعددة الأبعاد توجه تلك العملية، ومن أبعاد تلك الإستراتيجية وجود برامج للتوجيه والإرشاد الطلابي ذات فعالية عالية في حياة الطالب الجامعي باعتبار أن عملية التوجيه و الإرشاد تعد عملية تكاملية مع العملية التعليمية لمساعدة الطلبة على تكوين الشخصية الإيجابية، وبناء العقلية الناضجة الناقدة المبدعة، والارتقاء بالحياة المهنية والشخصية لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم مما سوف ينعكس إيجاباً على حياتهم الأكاديمية والأسرية.
ويسعى مركز التوجيه والإرشاد الطلابي إلى تقديم الخدمات المتنوعة على المستوى الفردي والمستوى الجماعي، من خلال أربع وحدات تتمثل فيما يلي: وحدة الإرشاد الأكاديمي، و وحدة الإرشاد الوقائي، و وحدة الإرشاد المهني، و وحدة التوجية والإرشاد النفسي والدعم الاجتماعي.
حيث نقوم في المركز بتقدم الإرشاد الأكاديمي للطالب الجامعي انطلاقاً من تهيئته للحياة الأكاديمية حتى تخرجه بكل بكفاءة وفعالية. كما تقوم وحدة الإرشاد الوقائي بتقديم للأساليب الوقائية والإنمائية والعلاجية لجوانب القصور المتعلقة بشخصية الطلاب والطالبات خلال مراحل دراستهم الجامعية، وما يعترضهم من مشكلات مختلفة تتطلب حلول لها، وخاصة توعية الطلاب والطالبات بخطورة الانحرافات الفكرية المعاصرة على أمن الفرد والأسرة والمجتمع من خلال برامج التوعية الفكرية.
كما يقدم المركز خدمات الإرشاد المهني للتخطيط المهني المستقبلي وتطوير المهارات والقدرات الشخصية إبان دراستهم الجامعية، والتقييم النفسي والمهني، وكما تقوم وحدة التوجية والإرشاد النفسي والدعم الاجتماعي بتقديم الحلول النفسية والاجتماعية والعلاجية للمشكلات النفسية والاجتماعية، وخدمات الإرشاد وقت الأزمات كما حدث إبان أزمة جائحة كورونا، وتقديم الاستشارات النفسية وجهاً لوجه أو عن بعد في سبيل تحسين حياتهم الأكاديمية والشخصية.
تبقى أن نوضح أن القاسم المشترك لتقدم مركز التوجيه والإرشاد الطلابي هو الإدراة الفعالة للعمل الجماعي، وهو ما يطلق عليه "الثقافة الجمعية"، التى تنطوى على عنصر أساسي قوامه أن تميز الفرد العامل يصب لصالح تميز جماعة العمل في المركز.
وختاماً "تنبع أهمية الفعل من سمو الغاية التي نسعى إلى تحقيقها" ألا وهي أن تصل خدماتنا المتنوعة إلى جميع الطلبة باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل ، وتتم الاستفادة المُثلى من تلك الخدمات لكي يحققوا التميز الشخصي والمهني لتطوير ذواتهم، والارتقاء بمن حولهم، وتقدم جامعتهم ، وإثراء وطنهم؛ لنكون جزءاً أساسياً من نسيج الحضارة المعاصرة.
كلمة المشرف على المركز
أ.د. خالد بن ناهس الرقاص